اليوم العالمي (للكسل)!!!!
*يقولون أن اليوم هو (اليوم العالمي للكسل)
*مرحى أيها الكسالى فقد قدّرتكم المنظمات العالمية، واحترمتكم الهيئات الدولية، وأضحى لكم يومٌ تحتفلون فيه بـ(كسلكم)!!!
*اليوم لن يردد أحدٌ قول ابن الوردي :
اطلب العلم ولا تكسل فما**أبعد الخير عن أهل الكسل
*بل سننشد معكم بانتشاءٍ:
إن التهاونَ والكسل**أحلى مذاقاً من عسل
إن لم تصدقني فسلْ**من كان قبلي في الكسل
*لله دركم أيها الكسالى كم باطلٍٍ لم تشهدوه ومنكرٍ لم تحضروه لا لغلبة تقواكم ولكن لغلبة نومكم
*أيها الكسالى هل سمعتم عن أصفار الشمال؟
لا لا
لا أقصد أنكم كذلك
بل أنتم ليس لكم خانةٌ أصلاً لا عن اليمين ولا عن الشمال... حسبكم أنكم كالبهائم تأكلون وتنامون وتشربون... خانات الأعداد لا تصلح لشرف كسلكم الرفيع
*أيها الكسالى
لا تبتئسوا فأنتم رعاع كل أمة
وهملُ كل طائفة
وسقطُ المتاعِ في كل فرقة
لا نؤملُ فيكم مجداً ولا ننتظر منكم جدّا
خلقَ اللهُ للحروب رجالاً **ورجالاً لقصعةٍ وثريد
*أيها الكسالى
الكسل في أمور الدنيا يقود= للإخفاق
والكسل في واجبات الدين يجر=للنفاق
(ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى)
فاهنأوا بالإخفاق والنفاق!!!
*أيها الكسالى
لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتعوذ من (الكسل) كما تتعوذون أنتم من (الجدية)
ويسألُ ربه (العزيمةَ في الأمر) كما تطلبون أنتم (الدعة في الأمر)
فهنيئاً لكم سبيل الذين (يخالفون عن أمره)
*أيها الكـــُسالى
تمنيت أن تصلكم تهنئتي هذه بيوم كسلكم وأن تقرأوها بعين بصائركم قبل بصيرة عيونكم لكنني تذكرتُ أن كسلكم سيحجزكم عن مطالعتها
وخمولكم سيدفعكم لإهمالها
لذا سأرسلها لمن أحبهم فقط كي تَـسْتبـَينَ لهم سبيلُ العاجزين
عبدالله بن أحمد الحويل
1435/10/14
سر من أسرار (إدارة الوقت)
*قرأتُ عشراتِ الكتب ومئات المقولات عن (إدارة الوقت) و (عوائق الإنجاز)
*والإنجاز ياسادة هو ثمرةُ الإدارةِ الناجحة للوقت..
وإدارةُ الوقتِ بمهارةٍ واعيةٍ هي سبيلُ استثمار الحياة
*وكل من لاقيتُ يشكو قلة إنجازه وبعثرة وقته وتفلت زمانه مع أن جميع الناجحين والعظماء نشترك معهم في (أن لدينا 24 ساعةً في اليوم)
*إدارةُ الوقت هي أهم صفةٍ لأرباب النجاح وصـُنّاع المجد
وإذا لم يكن لك جدولاً ينظم وقتك فستكون حتماً ضمن جداول الآخرين
*لن أشرح هنا قواعدَ إدارة الوقت ومهارات الإنجاز...! كما يراها خبراء تطوير الذات
*لكني سأمخرُ عُباب الفكرِ، وأرتحلُ مطيةَ التأملِ لأكتشفَ سر التعثرات المتتالية، وأجلـــّي حقيقة التشتت المتتابع، وأفهم ما لا يُـدرّس في دورات إدارة الوقت ومحاضرات النجاح الشخصي
*لم يطلْ جموحُ خيل الأفكار، ولم يبعد سـَفرُ التأملات
*لقد كشفتُ السر ، وأدركتُ الحقيقةَ الربانية
* إذا وجدتَ نفسك مشتتاً ولا تنجزُ مهامك، ولا تستطيعُ تنظيم وقتك واستثمار حياتك وتحقيق أهدافك
*فاعلم أنّ ذلك بسبب أمرين هما عائقُ الإنجاز عندك:
1_الغفلةُ عن ذكر الله
2_اتباعُ الهوى
*تأمل قولَ خالقك جلّ شأنه ( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)
أي انفرط عليه فصار مشتتا لا بركة فيه
*متى ندركُ أهميةَ الأسبابِ الإيمانية قبل الأسباب المادية حتى في فنون تطويرِ الذات و(إدارة الوقت)؟؟
عبدالله بن أحمد الحويل
1435/10/14
*أردت البارحة أن أُخـْرِجَ الأهل إلى حيث يشعرون ببهجة العيد ويستنشقون أكسجين (فرحته).
*توازعنا الأغراض وتقاسمنا المهام وسبقتهم إلى موقع مترعٍ بالنخل الباسقات ذات الطلع النضيد
*وتهب فيه نسمات الليل الباردة الخالية من رواسب الأسمنت وبقايا القطران التي تتشبع بها طرق الرياض البائسة.
*بدأت وفود العائلة بالتقاطر
هاهي أمي تخرج من السيارة تتلمح المكان ثم ترمقني بابتسامةٍ طال غياب ارتسامها منذ وفاة خالي رحمه الله
*وهاهي أختي الكبرى تمشي في موكب مهيب حولها صغارها الأربعة يتقافزون كما تتقافز صغار الطير حول أعشاشها.
*وهاهو نسيبي يحمل عدة الشوي بينما انشغل أخي الأصغر بإيقاد الفحم وإشعال الجمر.
*لكنني فقدتُ جدي فسألتهم أين هو؟
أجابتْ خالتي: جدك آثر أن ينام مبكراً واعتذر عن الحضور!!!
رددتُ بحزن:وماذا لو حضر ونام في الصباح... هل وراءه عمل أو تنتظره وظيفة؟؟؟
*أكملنا سهرتنا بحبورٍ طاغي وحميميةٍ ساحرة.
وكانت ذكرياتُ الصبا تتصدر مشهد حديثنا وتستنفد سحابة ليلنا
*عدنا قبيل الفجر ونحن نـُمنـّي أنفسنا بأمثال رحلتنا هذه في مستأنف أيامنا
*وصلتُ البيت وخرج الأهلُ يستبقون السلم فراعهم الباب وهو يفتح
إنه جدي يستعد للذهاب إلى المسجد لصلاة الفجر
*سلّم علي مبتسماً ثم سار يطوي الأرض كأنما يبتدر كنزاً يخشى فواته
*نظرتُ مشدوهاً في ساعتي
بقي على الفجر 20 دقيقة!!
*تبعتُ جدي لأجده واقفاً عند المسجد ينتظرُ الحارس يفتح الباب
*أواه ياجدي
هذا الذي منعك من الخروج معنا
هذا الذي جعلك تؤثر النوم على متعة النزهة مع بناتك وأحفادك
*إنه موعدك الذي لم تخلفه من سنوات صرمناها في السهرات واللقاءات وصرمتها أنت في التهجد والتبكير للصلوات
*ياجدي
أنت لم تشِـخْ بعدُ
بل نحن الذين رُزئنا بشيخوخة العزيمة
*لقد هرمنا بالتواني
ورأيتك شاباً في الطاعات
*هنيئاً لك نزهتك التي لا تضارعها نزهة ولا تساميها لذة
(الصورة التقطتها لجدي سالم قبل فجر اليوم عند المسجد ينتظر فتح أبوابه)
عبدالله بن أحمد الحويل
فجر السادس من شوال 1435