* فرصةٌ لكل العاطلين والعاملين والخاملين والمغمورين والمغضوب عليهم والضالين!!!
دورةٌ مكثفةٌ في دقيقتين تصنع منك (مفسراً للأحلام) كابن سيرين (ومعبرا للرؤى) كالشهاب العابر.
* أخي الجاهل العظيم:
لا تحتاج للذكاء والفراسة ولا لدراسة العلم على أيدي العلماء فالوقت من ذهب والأيام لن تنتظر والأمة بحاجة للرعاع (عفوا أقصد للنابغين!!!) أمثالك!!!.
* القاعدة الأولى / أعلن للناس عبر كل وسيلة مشروعة وغير مشروعة أنك مفسر عظيم ومعبر كبير ولا بأس بكذبتين من اللون (الأبيض)!! عن أحلام فسرتها بفطنتك الواسعة(كوسع ذمتك ) وخبرتك العريضة (كعرض مصيبتنا فيك) فجاءت كفلق الصبح (وبما أنك تجهل معنى كلمة فلق الصبح )فلا بأس أن تقول أنها وقعتْ كما أخبرتُ وحصلتْ كما فسرتُ ولاتنس بعدها تقطيب حاجبيك في خشوع مرددا (نسأل الله الإخلاص) ونحن سنردد (نسأل الله الخلاص!!!).
* القاعدة الثانية /إذا وجدت أحداً ابتلاه الله بسؤالك فأطرقْ إلى الأرض منصتاً كأنما يُوحى إليك ثم إذا انتهى من حكاية الرؤيا فاسأله سؤالاً من أربعة أسئلة:
١_هل أنت متزوج؟
فإن قال لا..فأخبره أنه سيتزوج
وإن قال نعم فأخبره أنه سيُرزق بمولود
٢_أو قل له هل أنت موظف؟
فإن قال لا فقل ستتوظف
وإن قال نعم فقل ستأتيك ترقية.
٣_أو اسأله هل أنت مديون؟
فإن أجاب بنعم(ومعظم الناس سيجيبونك بنعم) فقل سيُـقضى دينك.
وإن قال لا أنا في خير ونعمة فسارع بإخباره أنها دلالةٌ على أن الله سيكتب قضاء حاجات الناس على يده(ولاتنس أن تعلمه بأنك تعرف مساكين وأرامل وأيتام!! الله يرزقنا وإياك الرزق الحلال!!!).
٤_اسأله هل أنت مهموم ؟
فإن قال نعم فقل له سيزول همك.
ولن تجد أحداً سيقول لك أنه ليس مهموماً إلا إن كان من الذين أنعم الله عليهم من العلماء والصالحين والدعاة المصلحين وحسن أولئك رفيقاً (وهؤلاء أكرم على الله من أن يبتليهم بمثلك).
* القاعدة الثالثة/ يجري على النساء مايجري على الرجال لكن العناية بالنساء آكد فهن جمهورك الأكبر ووسيلتك الأعظم للشهرة فلاتوجد امرأة إلا وفي قائمة جوالها ثلاثة أرقام (رقم مفسر أحلام_ورقم راقي شرعي _ورقم خبير أعشاب) وإن استطعت أن تجمع هذه الثلاث الصفات فقد تم مجدُك وزاد دخلك واشتهر اسمك.
* ومما يحسن أن تخص به النساء أن تؤول كل رؤيا لهن بأنها عين أو سحر أسود من الخادمة أو مس شيطاني فستجد بهذا إقبالاً عز نظيره وشهرة قل مثيلها (لاتنس إخبارهن عن مكان مقرأتك أيها الشيخ الجليل).
* القاعدة الرابعة/ فإذا أردت أن تطير بأخبارك الركبان وتتحدث عن شأنك العربان فخذ هذه الحيلة الذهبية.
اعمد إلى الشأن الرياضي وتابع أخبار وتحاليل الكرة وشؤون الأندية واللاعبين ثم صرّحْ أن الرؤى المتواترة تفيد أن الكأس لفريق (؟؟؟؟) وأن المدرب الشهير(،،،،،،) لن يغادر النادي
وستجد أن خبرك قد طار كل مطار وسار مسيرةَ الليل والنهار.
* أما وقد أصبحت الآن مشهورا( أشهر الله سيوف الحق في رقبتك) وأضحى دهماء الناس يشيرون لك بالبنان (وقريباً إن شاء الله بالسنان) فتذكر أمراً هاماً يخفى على الجهلة أمثالك
لقد أصبحتَ ياهذا تتلاعب بالنبوة(كمايقول الإمام مالك) وصعدت مرتقىً صعباً ودخلت في حديث المعصوم عليه الصلاة والسلام عن قبض العلم (اتخذوا رؤوساً جهالاً) .
فإن بقيت فيك ذرةٌ من إيمان فستشري العتقَ من النار بالشهرة الزائفة والمجد المُتوهَـم.
وعظّـم الله أجرَ الأمة في هذه الفجيعة النكراء .
حقاً:
لقد هَزلت حتى بان من هُزالها
كلاها وحتى سامها كلُّ مُفلس.
عبدالله الحويل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة