تمر بي الليالي ذوات العدد يستبدُّ فيها الأرقُ ويتملكني السُهاد
أبيتُ أسامر النجم وأرقب الكواكب.
وأُجيلُ الفكر في ماضي الذكريات وحوادث الغدر والطعنات .
أستعيدُ مشاهد إساءاتهم
وأتأملُ فداحة اعتداءاتهم ..
ولا يرقأ لي دمعٌ حتى احترقت المآقي واخضلت مساربُ عيني.
كدتُ أن أدخلَ مرحلةَ (اكتئابٍ مُزمن) يفسد علي معايشي ويجهزُ على ماتبقى من (لياقتي النفسية).
* طالعتُ الكثيرَ من عبارات البلغاء وكلمات العظماء عن (فضيلة العفو) فكنت آنسُ بها
* لو رأيتني وأنا أقرأُ للشافعي بكل إجلالٍ وهو يلخصُ تجاربه (الحياتية) في بيت واحد:
لما عفوتُ ولم أحقدْ على أحدٍ
أرحتُ نفسي من هم العداواتِ.
* وأُنشدُ مع أمير الشعراء أجملَ وصاياه الاجتماعية:
تسامحُ النفس معنى من مرؤتها
بل المروءة في أسمى معانيها.
تخلّق الصفحَ تسعدْ في الحياة به
فالنفس يسعدها خلقٌ ويُشقيها.
* وأرددُ مع الإنجليز مثَلَهم الذائع:
( أشرف الثأر العفو ).
* وأعجبُ من سمو الأخلاق عند جعفر الصادق وهو يقول:
(لأن أندم على العفو خير من أن أندم على العقوبة ).
* وأتأملُ في فلسفة ( لال نهرو ) القائل:
(النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح ).
* ثم دعني أبوح لك بأعجب من هذا كله!!!
لم تستطع هذه المقولات المضيئة أن تطفىء جذوةَ الألم بنفسي أو أن تقتل روح الانتقام بداخلي أو أن تسحق الرغبة الجامحة بالثأر .
* هي أقوالٌ عظيمةٌ لكنها ليست بأعظم من جروحي الغائرة وقروحي النازفة.
* لكن آية واحدة من كتاب ربي (العظيم ) جلّ في عُلاه نسفـتْ آلامي نسفاً فغدتْ مشاعري قاعاً صفصفاً لاترى فيها (عِـوجَ) الإنتقام ولا (أمتَ) الثأر.
* (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)
بلى يارب
بلى يارب
أحبُّ أن تغفر لي
أحبُّ أن تصفح عني
أحبُّ أن ترحمني
* اللهم إنّي أشهدك أني قد عفوت وصفحتُُُُ عن كل من أساء لي بقول أو فعل أرجو بذلك عفوَك وصفحك عني وأبتغي وجهك الكريم.
عبدالله الحويل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة