الاثنين، 30 يونيو 2014

علمتني التجارب


قبل أربع سنوات رغب إليّ بعض من لايسعني رد طلبهم أن ألخص له تجاربي في كلمات مختصرة وعبارات موجزة تدله على نجيع المسالك وتنير له دجى الحوالك.
وغفر الله له لقد استسمن ذا ورم ، ونفخ في غير ضرم.
لكنّ إجابةَ من هو في مثل مكانته (فرضٌ ) لايُلغى بتمحّل الأعذار ولا يسقط بضعف البضاعة.
فهاكم ماكتبته من تباريح التجارب وخبرات معترك الحياة.

علمتني تجارب التفكير:
التعميمُ
خطأ التفكير الأعظم.
ودليل السذاجة الأكبر.
وما أكثر من يصاب بهذا الداء.
إذا أردت قياسَ عقل المرء فانظر إلى تحرزه في الكلام وتحفظه عند إطلاق الأحكام .
ومازال العقلاء يهربون من ألفاظ(كل) و(جميع) .
ويأنسون ب(بعض) و(الغالب).

*
علمتني تجارب النجاح:
أن الفشلَ أحياناً ضروري في أول طريق النجاح وبدايات مسيرة التفوق.
وقد تأملتُ أحوالَ الناجحين ، وسبرتُ أغوارَ المتميزين فوجدتهم قد بدأوا مشوار نجاحهم بتجربة فاشلة ،وصعدوا أولى درجات التميز بسقطة عاثرة.
إلا أنهم لم يستسلموا ، ولم ييأسوا
وواصلوا مسيرتهم حتى وصلوا لذروة نجاحهم وبلغوا قمة طوحهم.

إضاءة/ تلذذ بالفشل واستفد من الإخفاق وكرر المحاولة ...حتماً ستنجح.

* علمتني تجارب الخصومات:
أن التسامحَ طريقُ السعادة الواسع ودرب الطمأنينة الرحب.
شاهدت عظماء من الناس ونظرت في سر سعادتهم فوجدت_بعد طاعتهم لربهم_أن صدورهم تتسع للناس كلهم وقلوبهم نقية لا تعرف الأحقاد ولاتحمل الضغائن .

إضاءة/ ابتسامتك لن تشرق إلا من بياض قلبك

علمتني تجارب التواصل:
أن الوفاء أسمى علاقة إنسانية وأنقى صفة بشرية.
وأسعد اللحظات هي لحظات الوفاءوأشد الطعنات هي مواقف الجحود والجفاء.
الصديق الوفي، الزوج الوفي،الابن الوفي،العامل الوفي تأمل كيف أن الوفاء إذا اتصف به المرء أصبح المثال النادر والنموذج الكامل.

إضاءة/ علاقةٌ بدون وفاء ،لايمكن أن ترقى لمستوى(الإنسانية)

علمتني تجارب الجحود:
تعلمتُ أن الطعنات تدمي لكنها تقوي الظهر.
وغدر الأصدقاء يحزن لكنه يكسب الخبرة.
وجحود الخلان يقهر لكنه يعطي الدروس.

إضاءة/ من ينشد صداقة بلا غدر في زماننا هذا كمن يطلب الماء في (جذوة نار)!!

علمتني تجارب الحب:
عندما كنتُ أقرأُ قصصَ المحبين ومصارعَ العشاق وأردد أشعار مجانين الغرام وخواطر أرباب الهيام
أحسبُ أنها مبالغاتٌ أدبية، وخيالٌ فني.
حتى شاهدت بعضَ هؤلاء الصرعى ، وعاينت حال أولئك المجانين
فأيقنت :
أن الحُبَّ (جنونٌ) لا يحب صاحبه الاستفاقة منه.!!!
وهلاكٌ يهوى المحب الموت به.!!!
فما أعجب(الحب) وما أخطر (نتائجه).

إضاءة/
إذا لعب الرجالُ بكل شيء**رأيتُ الحُبَّ يلعبُ بالرجال

علمتني تجارب الأخطاء:
الاعتذار فنٌ لا يحسنه إلا(الكرام) ، وهو قرين التواضع ودليل السماحة.
أعرف رجلًا يمتلك رصيداً ضخماً جداً (ليس من الريالات!!) بل من (محبة الناس).
ونظرتُ في أبرز صفاته وأميز أخلاقه.
فوجدتُه رجلاً بلغ في التهذيب غايته وملك من الاخترام ناصيته.
يبادر بالاعتذار إنْ أخطأ أو شعر أنه أساء ، بكلماتٍ هي كالشّهد بل أحلى وابتسامة هي كالشمس بل أسطع.

إضاءة/ الاعتذار من شيم (الكبار)

علمتني تجارب النجاح:
نظرت في أسرار العظماء 
وتأملت في عادات الناجحين
فاكتشفتُ عاملًا مشتركاً بينهم
ألا وهو حب (الثقافة) وكثرة(القراءة).
بل إن المواهبَ التي لا تُـغذّى بالقراءة ولا تُّسقى بالمطالعة =آيلةٌ للضمور.
القراءة سياحة فكرية ومتعة نفسية وغذاء عقلي.
فإن كنت من أهل (القراءة) فأنت رقم صعب مؤثر.
وإن كنت من (أعدائها) فكبر أربعاً على (وفاتك).

إضاءة/ من حُرم نعمة(القراءة) حُرم نعمة(النجاح)

علمتني تجارب الكلام :
الكلمة الطيبة صدقة
حديثٌ شريفٌ لا أفتأ أردده كلما رأيت أثر الكلام الحسن والألفاظ الطيبة على نفوس الناس.
كلمةٌ واحدةٌ أكسبتني صداقات
وكلمةٌ واحدةٌ أصلحت علاقات
وكلمةٌ واحدةٌ أزالت عداوات
كلمة واحدة
نعم (واحدة )!!
لكنها(طيــّبَة) وهذا هو السر ياصاح.
عودت نفسي كلما سمعت كلمة طيبة أعجبتني أن أكتبها في دفتر خاص ثم أكثر استخدامها في تضاعيف كلامي حتى تصبح تلقائياً من مفردات القاموس اليومي للتخاطب ، ووجدتُ لذلك أثراً عظيماً ونتائجَ باهرة.

إضاءة/ إذا لم تستطع الجود بالمال...فجُد بطيب الكلام

عبدالله الحويل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة