* يقول صاحبي: لـِمَ لا تكتبُ في القضايا السياسية والشؤون الدولية؟
* نراكَ تمتشقُ( قلمك) بشجاعةٍ خائضاً غمار( الأدب)، وتمخرُ بسفينة يراعك عُباب( الفكر ) ، وتــَرِدُ بحروفك حياض( الوعظ)
* لكنك تشيحُ بوجه مـِدادك عن( مرابع السياسة)، وتهربُ بجيشِ فكرك من أتون( أحداثها)؟؟
* حسناً أيها الرفيق الناصح :
دعني أعترفُ لك في البداية أنني لستُ خبيراً سياسياً ، أو مختصاً عسكرياً...لكنني أفهمُ السياسة وأعرفُ خفاياها وقد قرأتُ الكثيرَ من كتبها التنظيرية والتوثيقية.
* وتابعتُ أخبارَها وكوارثـَها ومآسيها منذ الصغر.
* عرفتُ العديد من آيدولوجياتها...وسبرتُ الكثيرَ من مناهجها ...وتأملتُ اتجاهاتها المعاصرة، ومدارسها الكبرى
* السياسةُ يارفيقي( لعبةٌ قذرةٌ ) بكل ماتعنيه هذه الكلمة...لامكانَ للقيم والأخلاق والمبادىء في عالم السياسة...وإن وجد ذلك نظرياً...فهو حتماً_والواقع يشهد_طيفُ خيالٍ في الواقع.
-السياسةُ ياصاحبي ميكافيليةٌ واضحة...فالغايةُ عند( دهاقنة السياسة) تبررُ الوسيلة!!!
* السياسةٌ..غدرٌ يسمونه دهاء!!
وخيانةٌ يدعونها ذكاء!!
وعمالةٌ سافلةٌ يقولون عنها(مصلحةٌ وطنية)!!
وتملقٌ ونفاق... يعرّفونه بأنه(الدبلوماسية)!!
* لغتُها السائدة( غير المعترف بها نظرياً): الدماءُ والقتلُ.
ولغتها المفترضة ( المنقرضة واقعياً):الحكمةُ والعقلُ!!
ومن يستمع لنشرات الأخبار ويتابع محطات رصد الأحداث= سيدرك أن الحكمةَ في( السياسة) اليوم أندر من الكبريت الأحمر
* مالي وللسياسة!!
فإنّ أحاديثها كأحداثها مجلبةٌ للهمِّ ، مدفعةٌ للأُنس
* وولوجُ أبوابها واقتحامُ أسوارها ( مهلكةٌ) ولا ينبغي يارفيقي لعاقلٍ السعي لـ( التهلكة).!! والسير لـ( المتلفة).
* ثم إنّ الحديثَ في السياسة يفرقُ ولايجمع، ويضرُّ ولا ينفع، والشعوبُ التي تجمعها( الثقافة) ويوحدها( الفكر) ويؤلف بينها( الفن) ويقربها( الأدب ) تشتتها( السياسية ) وتبعثرها( أحاديثها )!!.
* ولستُ ألزمُ نفسي شيئاً ليس يلزمـُهـا بأن يكون لي في كل حادثةٍ( رأي)، وفي كل فاجعةٍ( مقال)، وفي كل خبرٍ( تحليل).
* أجد نفسي مستروحةً هذه الأيام لمقولة الألباني رحمه الله :
مـِنْ( السياسة) تركُ السياسة!!.
* إننا يارفيقي في زمنٍ غدتْ فيه أحاديث( السياسة) مهنةَ من لا مهنةَ له.
* الكلُّ يحلــّلُ ويفسرُ بحسب( ميوله) الفكرية و( انتماءاته) العقدية ثم يطالبك باعتناق رأيه وإلا أخرجك من( ربقة) الدين، أو قذف بك من( دائرة) الوطنية!!
* لقد بـُلينا ياصاحبي بتيارين متطرفين:
أحدهما احتكر( الدين).
والآخرُ احتكر( الوطن).
* والمنهجُ الصحيح =هو فضيلةٌ بين رذيلتين وحقٌ بين باطلين ووسطٌ بين تطرفين.
* ولا أحسبُ هؤلاء الخائضين في السياسة إلا ضواري فتنة ، وسباع فرقة ، واعتزالهم واعتزال أحاديثهم هو( الأسلمُ والأعلمُ والأحكمُ)
* أصرّ صاحبي أن يعلمَ رأيي في المستجدات السياسية، ويعرف نظرتي في الأحداث العربية فباغتني بسؤال:مارأيك في( الربيع العربي )؟
_هو( ربيعٌ)ولابد أن يعقبَ الربيعَ الباسم= خريفٌ قاتم.
_لكنه أزاحَ طغاةً عن كراسيهم، وزلزلَ مستبدين في عروشهم؟
_الطغاةُ ياصاحبي يستعينون لتوطيد استبدادهم بأربعة:
1_وزيرٌ فاسد
2_وإعلاميٌ مطبل
3_وقاضٍ جائرٌ
4_وعالمٌ ضال
وثوراتُ الربيع العربي أزالتْ الطغاة لكن أبقتْ أركانهم، لذا فالاستبدادُ لم يتغير، إنما تغيرتْ( صورُه) و( أغصانه)
_وماهو الطريقُ الأجدى - في نظرك-للتغيير؟
_أن يصلَ( الصلاحُ) لأهلِ( الكراسي)
لا أن يصل( أهلُ الصلاح) لـ( الكراسي).
* _لمْ أفهم؟ زدني إيضاحاً
_أقصدُ ياصاحبي أن الإصلاحَ والتغيير له نظريتانِ مشْهـُورتان:
الأولى /أن الإصلاح يبدأ من الأسفل للأعلى( أي أن تصلح الشعوب أنفسها أولاً)
فكما تكونوا يــُولّ عليكم.
والثانية /أنّ الإصلاحَ يكونُ من الأعلى للأسفل( أي تغيير الحاكم واستبداله بآخر)
وتجاربُ الأمم، وشواهدُ التاريخ، ودلائلُ الثورات تثبتُ الأولى، وتؤكدُ فشلَ الثانية.
* وكيف هي رؤيتك في الانتخابات التي جرت في بعض دول الربيع العربي؟
_لستُ في شأن الديمقراطية بـ( متهوك) لكنني ألخصُ مشكلة هذه البلدان في كلمتين:
_نظامٌ حاكمٌ يظن أن الفوز بـ( الصناديق)هو كلُّ شيء!!
_ومعارضةٌ صاخبةٌ تظنُّ أن الفوزَ بـ( الصناديق) ليسَ كلَّ شيء!!
* وما رأيك في الحروب التي تعصف بالمنطقة؟
_كانتْ الحـُروب في أوائل القرن العشرين تثورُ لأسباب قومية عنصرية توسعية.( الحرب العالمية الثانية مثالاً )
وفي نهاية القرن العشرين نشبتْ الحروبُ لأسبابٍ اقتصادية( حربُ الخليج مثالاً )
أما في القرن الحادي والعشرين فحروبـُه دينيةٌ طائفية بامتياز!!
* _مادُمتَ تحسنُ التحليلَ والتنظيرَ لمَ تمتنعُ عن الكتابةِ في( السّياسة)؟
_لأنّ صراطَ السياسةِ مدحضةٌ مزلةٌ
* _لكنهم في الغرب يـُعظــّمون من يتحدث في السياسة؟
_فرقٌ شاسعٌ، وبونٌ واسعٌ بيننا وبينهم!!
_وما الفرقُ الذي بيننا وبينهم ياصاحبي؟
_الحديثُ في السياسة عند الغرب ذو( شجون).
_والحديثُ في السياسة عند العرب ذو( سـُجون)!!!.
* نراكَ تمتشقُ( قلمك) بشجاعةٍ خائضاً غمار( الأدب)، وتمخرُ بسفينة يراعك عُباب( الفكر ) ، وتــَرِدُ بحروفك حياض( الوعظ)
* لكنك تشيحُ بوجه مـِدادك عن( مرابع السياسة)، وتهربُ بجيشِ فكرك من أتون( أحداثها)؟؟
* حسناً أيها الرفيق الناصح :
دعني أعترفُ لك في البداية أنني لستُ خبيراً سياسياً ، أو مختصاً عسكرياً...لكنني أفهمُ السياسة وأعرفُ خفاياها وقد قرأتُ الكثيرَ من كتبها التنظيرية والتوثيقية.
* وتابعتُ أخبارَها وكوارثـَها ومآسيها منذ الصغر.
* عرفتُ العديد من آيدولوجياتها...وسبرتُ الكثيرَ من مناهجها ...وتأملتُ اتجاهاتها المعاصرة، ومدارسها الكبرى
* السياسةُ يارفيقي( لعبةٌ قذرةٌ ) بكل ماتعنيه هذه الكلمة...لامكانَ للقيم والأخلاق والمبادىء في عالم السياسة...وإن وجد ذلك نظرياً...فهو حتماً_والواقع يشهد_طيفُ خيالٍ في الواقع.
-السياسةُ ياصاحبي ميكافيليةٌ واضحة...فالغايةُ عند( دهاقنة السياسة) تبررُ الوسيلة!!!
* السياسةٌ..غدرٌ يسمونه دهاء!!
وخيانةٌ يدعونها ذكاء!!
وعمالةٌ سافلةٌ يقولون عنها(مصلحةٌ وطنية)!!
وتملقٌ ونفاق... يعرّفونه بأنه(الدبلوماسية)!!
* لغتُها السائدة( غير المعترف بها نظرياً): الدماءُ والقتلُ.
ولغتها المفترضة ( المنقرضة واقعياً):الحكمةُ والعقلُ!!
ومن يستمع لنشرات الأخبار ويتابع محطات رصد الأحداث= سيدرك أن الحكمةَ في( السياسة) اليوم أندر من الكبريت الأحمر
* مالي وللسياسة!!
فإنّ أحاديثها كأحداثها مجلبةٌ للهمِّ ، مدفعةٌ للأُنس
* وولوجُ أبوابها واقتحامُ أسوارها ( مهلكةٌ) ولا ينبغي يارفيقي لعاقلٍ السعي لـ( التهلكة).!! والسير لـ( المتلفة).
* ثم إنّ الحديثَ في السياسة يفرقُ ولايجمع، ويضرُّ ولا ينفع، والشعوبُ التي تجمعها( الثقافة) ويوحدها( الفكر) ويؤلف بينها( الفن) ويقربها( الأدب ) تشتتها( السياسية ) وتبعثرها( أحاديثها )!!.
* ولستُ ألزمُ نفسي شيئاً ليس يلزمـُهـا بأن يكون لي في كل حادثةٍ( رأي)، وفي كل فاجعةٍ( مقال)، وفي كل خبرٍ( تحليل).
* أجد نفسي مستروحةً هذه الأيام لمقولة الألباني رحمه الله :
مـِنْ( السياسة) تركُ السياسة!!.
* إننا يارفيقي في زمنٍ غدتْ فيه أحاديث( السياسة) مهنةَ من لا مهنةَ له.
* الكلُّ يحلــّلُ ويفسرُ بحسب( ميوله) الفكرية و( انتماءاته) العقدية ثم يطالبك باعتناق رأيه وإلا أخرجك من( ربقة) الدين، أو قذف بك من( دائرة) الوطنية!!
* لقد بـُلينا ياصاحبي بتيارين متطرفين:
أحدهما احتكر( الدين).
والآخرُ احتكر( الوطن).
* والمنهجُ الصحيح =هو فضيلةٌ بين رذيلتين وحقٌ بين باطلين ووسطٌ بين تطرفين.
* ولا أحسبُ هؤلاء الخائضين في السياسة إلا ضواري فتنة ، وسباع فرقة ، واعتزالهم واعتزال أحاديثهم هو( الأسلمُ والأعلمُ والأحكمُ)
* أصرّ صاحبي أن يعلمَ رأيي في المستجدات السياسية، ويعرف نظرتي في الأحداث العربية فباغتني بسؤال:مارأيك في( الربيع العربي )؟
_هو( ربيعٌ)ولابد أن يعقبَ الربيعَ الباسم= خريفٌ قاتم.
_لكنه أزاحَ طغاةً عن كراسيهم، وزلزلَ مستبدين في عروشهم؟
_الطغاةُ ياصاحبي يستعينون لتوطيد استبدادهم بأربعة:
1_وزيرٌ فاسد
2_وإعلاميٌ مطبل
3_وقاضٍ جائرٌ
4_وعالمٌ ضال
وثوراتُ الربيع العربي أزالتْ الطغاة لكن أبقتْ أركانهم، لذا فالاستبدادُ لم يتغير، إنما تغيرتْ( صورُه) و( أغصانه)
_وماهو الطريقُ الأجدى - في نظرك-للتغيير؟
_أن يصلَ( الصلاحُ) لأهلِ( الكراسي)
لا أن يصل( أهلُ الصلاح) لـ( الكراسي).
* _لمْ أفهم؟ زدني إيضاحاً
_أقصدُ ياصاحبي أن الإصلاحَ والتغيير له نظريتانِ مشْهـُورتان:
الأولى /أن الإصلاح يبدأ من الأسفل للأعلى( أي أن تصلح الشعوب أنفسها أولاً)
فكما تكونوا يــُولّ عليكم.
والثانية /أنّ الإصلاحَ يكونُ من الأعلى للأسفل( أي تغيير الحاكم واستبداله بآخر)
وتجاربُ الأمم، وشواهدُ التاريخ، ودلائلُ الثورات تثبتُ الأولى، وتؤكدُ فشلَ الثانية.
* وكيف هي رؤيتك في الانتخابات التي جرت في بعض دول الربيع العربي؟
_لستُ في شأن الديمقراطية بـ( متهوك) لكنني ألخصُ مشكلة هذه البلدان في كلمتين:
_نظامٌ حاكمٌ يظن أن الفوز بـ( الصناديق)هو كلُّ شيء!!
_ومعارضةٌ صاخبةٌ تظنُّ أن الفوزَ بـ( الصناديق) ليسَ كلَّ شيء!!
* وما رأيك في الحروب التي تعصف بالمنطقة؟
_كانتْ الحـُروب في أوائل القرن العشرين تثورُ لأسباب قومية عنصرية توسعية.( الحرب العالمية الثانية مثالاً )
وفي نهاية القرن العشرين نشبتْ الحروبُ لأسبابٍ اقتصادية( حربُ الخليج مثالاً )
أما في القرن الحادي والعشرين فحروبـُه دينيةٌ طائفية بامتياز!!
* _مادُمتَ تحسنُ التحليلَ والتنظيرَ لمَ تمتنعُ عن الكتابةِ في( السّياسة)؟
_لأنّ صراطَ السياسةِ مدحضةٌ مزلةٌ
* _لكنهم في الغرب يـُعظــّمون من يتحدث في السياسة؟
_فرقٌ شاسعٌ، وبونٌ واسعٌ بيننا وبينهم!!
_وما الفرقُ الذي بيننا وبينهم ياصاحبي؟
_الحديثُ في السياسة عند الغرب ذو( شجون).
_والحديثُ في السياسة عند العرب ذو( سـُجون)!!!.
عبدالله بن أحمد الحويل
1435/8/20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة