الاثنين، 30 يونيو 2014

دمعةٌ على الأخلاق


أكتبُ هذا المقال وقد مضى عليّ يومان كاملان لم يخالطني الوسنُ، ولم يتمضمضْ الكرى في عينيّ. 

أطلقتُ حبلَ فكري على غاربه تأملاً في حال الإسلام، وجائلاً بضميري في واقعِ المسلمين ، ومتصرفاً بخواطري في شأنِ أمة العقيدة. 

فأسهدتني (فواجعُ الأحداث) وأرّقتني (قتامةُ المشهد) فسالت عيني (اليمنى) حرقةً، وتجاوبتْ (اليسرى) لوعةً فأسبلتا معاً حتى أحرقت الدموع المآقي وحزّتْ العبراتُ في جلبابِ الخدِّ. 

نعم أبكي على الإسلام فالوضعُ لا يحتمل (اكتتاماً) والأحداثُ لا تقبل (صمتاً)

أبكي على الإسلام
وأنا أرى (أبناءه) قدْ كفروا ب(أخلاقـِه) وتنكـّبوا صراطَ (هـَديه) وجعلوا (آدابـَه) خلفهم ظهريـّاً
فلم يعرفوا من الإسلام إلا (اسمه)، ولم يفقهوا من الدِّين إلا (رسمه)!! 

أبكي على الإسلام وأنا أرى (منظومةَ الأخلاق) تنهارُ بين أتباعه
وأبصر ُبناءَ(المبادىء الإنسانية ) يخرُّ عليهم من السـّقف. 

والأخلاقُ هي معيارُ التديـّنِ الصادقِ، فإنّ المرءَ إذا تديـّن (قلبـُه) تديـّنتْ (أخلاقــُه) وإذا ساءتْ (أخلاقــُه) فإنها دلالةٌ على ضعفِ تديـّن (قلبه)

الأخلاقُ يا سادة هي موضوعُ رسالةِ محمد صلى الله عليه وسلم في شقـّها (الإنساني) كما أنّ التوحيدَ هو موضوعُ رسالته في شقـّها (الربـّاني)

فالتوحيدُ :ينظـّم العلاقةَ بين العبدِ وربـِّه
والأخلاقُ: تنظمُ علاقةَ الناسِ بعضهم ببعض

والسلفُ كما أنّ لهم منهجاً في العقيدة،=فهم لهم منهجٌ واضحٌ في (الأخلاق)

والتلازمُ بين العقيدة والأخلاق ثابتٌ راسخٌ فـ(العقيدة الصافية) تثمرُ (أخلاقاً رفيعةً)
و(الأخلاقُ الراقية) تنبعُ من (عقيدةٍ نقيةٍ)

الأخلاقُ ياقوم هي معيارُ الأمن، والعلاقةُ بين الأخلاق والأمن علاقةٌ طرديةٌ فأكثرُ البلدان (انتشاراً للجريمة) هي (أقلها أخلاقاً) وأقلُّ الشعوبِ (جريمةً) هي أكثرها (أخلاقاً)

والأخلاقُ هي ميزانُ (التـحضـّر) ومقياسُ (التقدّم) فالحضارةُ التي لا تقومُ على (الأخلاقِ) ولاتــُبنى على (المبادىء الإنسانية) هشةٌ واهيةٌ لا تلبث أن تنحلَّ عـُراها، وتتضعضعُ دعائـِمـُها

في الدنيا:
الأخلاقُ هي (العبادةُ المنسية)
الأخلاقُ هي (الدعوةُ الصّامتة)
الأخلاقُ هي (الوازعُ الاجتماعي)

وفي الآخرة:
الأخلاقُ هي (أكثرُ) مايدخلُ الناسَ الجنـّة
الأخلاقُ هي (أثقلُ ) عملٍ في ميزانِ الحساب. 
الأخلاقُ هي (أقوى) سببٍ يقربُ العبدَ من مجالسةِ النبي صلى الله عليه وسلم في القيامة. 

إن مرضَ(انعدامِ الأخلاق) أشدُّ وباء يفتكُ بالدولِ، وأخطرُ داء يصيبُ جسدَ الشعوب، وأنفذُ سهم يـُغرَزُ في خاصرةِ الأمة. 
وإذا أصيب القومُ في (أخلاقهم) فأقمْ عليهم (مأتماً) و(عويلاً)


عبدالله بن أحمد الحويل 
1435/8/23

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة