الاثنين، 30 يونيو 2014

هل سأكون عالماً ؟؟


(بدأ في طلب العلم صغيراً وحفظ القرآن قبل البلوغ. )
عبارةٌ لن تخطؤها عينك وهي تتكرر في فواتح سير العلماء ومبتدأ تراجم الفقهاء وأوائل أخبار المحدثين.

وربما قرأها من اجتاز قطارُ عمره محطاتِ الصّبا والشباب.
أو تأخر انبعاثُ همته للعلم والكتاب.
أو وُلدت عزيمتُـه في التفقه بعدما شاخ وشاب.
فينكفأُ على نفسه يائساً
ويرتد على عقبه قانطاً.

ويندبُ حظـــّه العاثرَ الذي أزرى بطموحه أن يكون( من العلماء الربانيين) و( الفقهاء النابغين)
ويقضي أيامَ عمره حسرةً وندامةً
ويمضي دهرَه تقريعاً وملامةً.

قف يا أخي!!
فبابُ العلم مفتوح
وكرمُ الله يغدو ويروح
ومازال سبيلُ الطلب مـُيسّراًً وطريق التفقه مـُعبّـداً ودرب التعلم مُـذلـّلاً.

ولكي أبعث عزمك من رقاده
وأحيي ميت حماسك بعد وفاته
أسوق لك أخبارَ علماء أجلاء ووأروي قصص نجومٍ تضيءُ دياجي السّماء.
طلبوا العلمَ في مـِثل سنــِّك أو أكبر
وبلغوا في مراتبه الغاياتِ العالية
ووصلوا في سـُلـــّمه الدرجاتِ السامية

فمنهم الكثير من صحابة نبيّك صلى الله عليه وسلم فأبو بكر طلب العلم قريباً من( الأربعين) والفاروق في( الثلاثين).

ولما أورد البخاري قول عمر رضي الله عنه : تفقهوا قبل أن تـُسوَّدوا.
قال بعده معلقاً :وبعد أن تـُسوَّدوا وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنهم.

والإمام الترمذي بدأ في طلب الحديث بعد العشرين.

وبدأ الإمام ابن حزم في طلب العلم وهو ابن ( 26)

والإمام القفــّال( من كبار علماء الشافعية ) كان في ابتداء أمره يعمل الأقفال فلما أتى عليه( 30) سنة اشتغل بالعلم.

والإمام الكسائي بدأ في طلب العلم وهو في( 40) من عمره وأصبح حُجةً في النحو والقراءات.

والفــُضيل ابن عياض( الإمام القدوة الثبت كما يصفه الذهبي ) كان لصاً يقطع الطريق ثم تاب وأقبل على طلب العلم على كبر سنه.

والشيخ خالد الأزهري كان وقـــّاداًً يضع الزيت في مصابيح الجامع الأزهري فانسكبَ الزيتُ ذاتَ يوم على بعض الطلاب في المسجد فصرخ أحدهم في وجهه قائلًا :ياجاهل!!!
فأقبل يطلب العلم وهو ابن( 36) حتى أصبح من كبار علماء الأزهر في زمانه.

والعلامة أصبغ بن الفرج( مفتي الديار المصرية في زمانه ومن علماء المالكية ) بدأ في طلب العلم وهو في سن( 29).

ومن التابعين صالح بن كيسان قيل أنه طلب العلم وهو ابن( 70).

والإمام ابن عساكر طلب العلم بعد( الأربعين ).

زر بن حبيش طلب العلم وهو في( 60) وأخذ عن ابن عباس وأُبيّ رضي الله عنهم.

وبدأ الإمام ابن الجوزي في طلب علم القراءات وهو في( 90)من عمره.

** ومن المعاصرين:
علّامة الجنوب الشيخ عبدالله القرعاوي طلب العلم وعمره( 30).

الشيخ العلّامة مقبل الوادعي طلب العلم وعمره( 35).

الشيخ يحيى بن عبدالعزيز اليحيى طلب العلم وهو في( 30) من عمره.

الشيخ محمد عبد المقصود ابتدأ طلبَ العلم وهو في سن( 31).

الشيخ الداعية سعيد بن مسفر كان مدرسَ تربية بدنية فمنّ الله عليه بالتوبة والهداية واتــــّجه لطلب العلم على كـِبــَر فحصل على درجة البكالوريوس من جامعة ام القرى وعمره( 40) ثم الماجستير والدكتوراة.

ولا تجعل الحفظَ الضّعيف والفهمَ البطيء عائقا لك عن الطلب
فهذا الرّبيع بن سليمان، كبير الشافعية، كان بطيء الفهم؛ كما ذكر ذلك السبكي في طبقاته
لكنه كان يكرّر كتاب( الأم ) خمسمائة (500) مرة.!!!

وهذا الإمام أبو يوسف قاضي القضاة في زمن هارون الرشيد يقول له شيخُه أبوحنيفة:
كنتَ بليداً أخرجتك( المواظبة).

وبعد يا أخي:
الأمة تنتظرك عالماً نحريراً يساهم في نهضتها ويشيد بناء عزتها
فشمّـر عن ساعد الجد وانفض غبار اليأس وابدأ من اليوم مشوارك البهيج لتكون في الغد القريب (عالماً من علماء الأمة العاملين) إن شاء الله.
لاتقلْ قد ذهبتْ أربابه
ياذكياً والذكاء جلبابُـه
وأديباً حَسُنتْ آدابُـه
كلُّ من سار على الدرب وصل. 

عبدالله الحويل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة