الاثنين، 30 يونيو 2014

(ومن الأمثال ما قتل)!!!


من منا لم يفزع يوماً للحكم والأمثال عندما يريد شرحَ الحالة النفسية التي تعتريه في موقفٍ اجتماعي .
أو استخدمها للتعريضِ بأعدائه أو للتلميحِ لرفاقه.
فنحن لسنا (سحبانَ بنَ وائلٍ) تواتينا الفصاحةُ وتنسابُ من ألسنتنا البلاغةُ كلما أردناها ويطاوعنا البيانُ عندما نحتاجه.
لذا نلجأ لحكمةٍ شاردةٍ أو مثلٍ ذائعٍ أو بيتٍ سائر أو تشبيهٍ لاذع أو لـَسْبٍ شائع(واللسب من العامي الفصيح) نعبر به عن مكنونِ الفؤاد ومُجتنِّ الحنايا.

بيدَ أن هذه الأمثال ليست وحياً سماوياً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وقائلوها ليسوا ممن (لاينطق عن الهوى )
بل هم ممن ربما ( زاغ فؤادهم مارأى ).
فلا تصدقْ كلّ حكمةٍ تُقال ولا تطرب بكل مثل (طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقٍ).
ولاتهتز لكل بيتٍ (هزةَ المُشتاقِ)
ولا تجعلها (دستوراً لك ) في علاقاتك مع الناس تصلُ بواحدةٍ منها صديقاً وتقطع بأخرى حبيباً. وتبرر بثالثةٍ إساءةً جارحةً أو تُشَرّعُ بها تصرفا نابياً.

رأيتُ مرةً صديقاً أثيراً عندي يتصنع الود بشكل ممجوج ويجامل بصورة قبيحة فأبديتُ تعجبي وأشهرتُ دهشتي فرد بابتسامةٍ لئيمةٍ:
منْ لمْ يصانعْ في أمورٍ كثيرةٍ
يُضرّسْ بأنيابٍ ويُوطأ بمنسمِ!!!.

سامحكَ الله يازُهير بن أبي سلمى
كثرةُ المجاملات هي الأنياب التي (تضرس) والمنسم الذي (يطأ).

وآخرٌ ديدنه وهجّيراه العتابُ والتقريعُ مردداً في نهاية كل (تقريعة):
ويبقى الودُ مابقي العتابُ.

والله لقد ذهبَ الودُ وتصرمت حبالُ الاحترام وتنافرت الأرواحُ وتدابرت النفوسُ بحجة (ويبقى الود مابقي العتاب).
لا تصدقوا هذه الأكذوبة فالعتابُ تكرهه القلوبُ وتستثقله الأفئدةُ وتستقبحه الأحاسيسُ.

ويالله كم فقدنا أحبةً كانوا للعين ماءها وللروح حياتها وللقلب شريانه لأننا صدقنا هذه الفرية وطبقناها بحثاً عن تعميق الود وترسيخ الصداقة (فلم يبقَ الود ولم تبقَ الصداقة).
فكُنّا كجادعِ أنفه بيده وساعٍ لحتفه بظلفه.

وفي شأن الهمة والحماس يفجعني المثل البائس (مد رجليك على قدر لحافك) !!
لمَ لا أصنع لحافاً يغطي رجليّ وكل بدني ويفيض ليغطي كل من أحب؟؟؟
أو قولهم (القناعة كنز لا يفنى) !!!
والصحيح (الطموح كنز لا يفنى)

أما أكبرُ الأكاذيب التي جرت مجرى الأمثال (خاصةً عند النخب )
فهي :
اختلافُ الرأي لايفسدُ للودِ قضية!!!!
ماهذا يا أميرَ الشعراء؟؟؟
اختلافُ الرأي لايفسد للود قضية؟؟
أمتأكدٌ أنت؟
سامحكَ الله يا أحمد
اختلافُ الرأي أفسدَ كل القضايا وسفك كل الدماء واستباح كل الأعراض.
اختلاف الرأي في مجتمعاتنا معناه :
أنت ضدي
أنت تكرهني
أنت عميل
أنت لست وطنيا
أنت حزبي
أنت إرهابي
أنت ليبرالي
أنت كاااااافر!!!!
ليتك يا ابن شوقي أدركتَ تويتر
إذاً لقضّيتََ العمر (بكاء وعويلاً).
وربما انتحرت بسبب بيتك هذا الذي (نحر) الذين صدقوه وآمنوا به.

عبدالله الحويل

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة