الاثنين، 30 يونيو 2014

سيرة مؤثرة لا تهمل قراءتها ياطالب العلم



قصةُ حب عصفت بكياني وزلزلت أركاني
أرويها لكم بدم القلب قبل مداد القلم وأسطرها على شريان القلب قبل دفاتر الورق.
أبحرتْ سفينةُ ( قراءاتي ) البارحة في بحر( الإمام أحمد ) الزاخر. 
أعترف بدأً أنني همتُ ( محبةً ) و( إجلالًا ) لهذا الرجل حتى خشيتُ على نفسي من( الغلوِ ) فيه. 
ولا أعلم شخصيةً تاريخيةً تأثرتُ بها وأكثرتُ من القراءة في سيرتها_بعد الأنبياء والصحابة_ كأحمد بن حنبل. 
بل إنني أرشدُ دائماً من يطلبُ تربيةَ نفسِه وينشدُ تهذيبَ سلوكِه ويرغبْ في تحفيزِ همته أن يكررَ النظر مع الاعتبار في السيرة التي رواها التاريخُ بفخرٍ لإمامِ السنة وجبلِ العقيدة ورائدِ العلم والعمل أحمد بن حنبل. 
فإذا قرأتَ سيرتَه وتأملتَ عجيبَ أحواله ونظرتَ في صبرِه وجهادِه وتنفستَ كلامَه وعشتَ سجنَه وابتلاءه وسهرتَ معه في تعبدِه وصلاته ثم لم تسخنْ عينُك أو تهتز فرائصُك أو ترتعد أركانُ قلبِك فأنتَ باردُ العزمِ ميتُ الشعورِ بليدُ الحسِ فابكِ على نفسك قبل يوم( البكاء ). 
جوانبُ الإبهار ومظاهرُ العظمة البشرية في سيرة أحمد أنها ترجمةٌ عملية لمبادئ الإسلام وشرحٌ بالمثال لأسس العقيدة الصافية وأنموذجٌ واقعي في حسن الاقتداء وصدق التعبد وسماحة الأخلاق. 
هو ( قرآنٌ ) يسير على الأرض ويختلط بالناس ويأكل الطعام ويمشي في الأسواق. 
فليكنْ لك أيها الداعيةُ الحريص نصيبٌ موفورٌ من القراءة في سيرة رجلٍ أكاد أجزم أنك ستشعر بعدها بتغيرٍ ملموسٍ في سلوكك وعلوٍ محمودٍ في همتك. 
ولا يُوجد كتابٌ في التراجمِ والأعلامِ والتاريخِ أُلفَ في حياته أو بعد وفاته إلا ورَصعَ الكتابَ بجواهرِ سيرته العطرة. 
وهناك من أَفردَ سيرتَه وأخبارَ محنتِه بالتصنيف وقد أحصى العلامةُ بكر أبو زيد( كما في المدخل المفصل )مايزيد عن الأربعين كتاباً في ذلك.

ومن أحسن الكتب التي طالعتُها في سيرة هذا الجبلِ الأشمِّ كتابان:
1_مناقبُ الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي. 
2_محنةُ الإمام أحمد لعبدالغني المقدسي.

وأختمُ هنا باقتباسِ الدعاء الذي كان يستفتح به الدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا رحمه الله كتابَه المُؤثِّر ( صور من حياة الصحابة ) :
اللهم إني أحببتُ عبدَك أحمد بن حنبل أصدقَ الحبِ وأعمقَه فهبني يومَ الفزعِ الأكبر له فإنك تعلم أني ما أحببته إلا فيك يا أرحم الراحمين.


أخوكم 
عبدالله الحويل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة