الاثنين، 30 يونيو 2014

التشجيع التشجيع أيها المربون



نحن قوم نستلذ بقتل المواهب ودفن (النبوغ) كاستلذاذنا بالطعام والشراب.
ربما رأينا أن (المجد) و(الإبداع) حكــرٌ على جيلنا وعلامةٌ مسجلةٌ باسمنا.!!!
أو ربما كانت (حظوظ نفس) ألبسناها جلباب النصح والشفقة.!!!!

إذا بزّ شابٌ صغيرٌ أقرانه بالثقافة وفاق ربما أساتذته بالعلم ولاحت عليه أماراتُ (النجابة) وأرعدت سحبُ ذكائه مؤذنةً بهطول غيث(فكره ).
تنحنحنا بـ(وقار مصطنع) ثم سردنا سبعين مثلباً وأوردنا كل مانعرفه ومالا نعرفه من (النقائص النفسية) ثم ننهي (قذائفنا الفتاكة) بكلمات الشفقة عليه من (كوارث العُجب) و مزالق (التصدر)

لا نعرف في قاموس ألفاظنا مفردات (التشجيع) ولا نحسن في كلامنا عبارات (الثناء).
نرى أننا بنقد هذه المواهب الناشئة نحوط بالرعاية حمى العلم والدعوة من (الأدعياء!!!) ونصون سياج الفكر والإبداع من أن يتسلقه أو يجتازه (مَن ليس مِن أهله)!!!
هكذا زين لنا (الشيطان) سُوءَ نقدنا فرأيناه (حسناً).

يروي الشيخ علي الطنطاوي أنه كان يكتب الشعر عندما كان تلميذا على مقاعد الدراسة.
وكان له زميلٌ يكتب الشعر أيضاً لكن المعلم كان يقرّع الطنطاوي ويسرفُ في تشجيع زميله ومدحه.
فكانت النتيجة أن علي الطنطاوي لم يفلح أن يكون (شاعراً).
ونبغ زميله في الشعر حتى فاز بجائزة الدولة الأولى للشعراء.

وإن أسعفكَ وقتُـك أيها (الباخل) بكلمات التشجيع 
(الشحيح)بعبارات الإطراء فلتقرأ في كتب السير والتراجم.
ستجد أن كلمـةَ تشجيعٍ واحدة صنعت من الشافعي (فقيهاً) ومن الذهبي (محدثاً) ومن النووي (عالما).ً

والأبحاثُ التربوية المعاصرة تؤكد أهمية التشجيع في نبوغ المواهب وبلوغ النجاح.

تشجيع الأبناء ومن هم دونك:
سيفجر قدراتهم الكامنة وينمي مواهبهم المدفونة.

تشجيع الذين مثلك(أقرانك وزملاؤك):
سيذهب سخيمة القلوب وحظوظ النفس.

تشجيع الذين فوقك:
سيحفزهم للاستمرار والتجديد.
وقبل ذلك وبعده تذكّر (أن الكلمة الطيبة صدقة)

أخوكم عبدالله الحويل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة