* تحدثتُ في مقالٍ سابقٍ أننا نفتقدُ في واقعنا الفكري ومشهدنا الاجتماعي ثلاثة أضربٍ من (الأدب):
1-أدب الخلاف
2-وأدب الحوار
3-وأدب النصيحة
* تحدثنا_بما أحسبه يكفي_ عن أدب الخلاف، واليوم أكتبُ عن (أدب الحوار)
* تكظمني لوعةُ الأشجان، وتقوم عندي (قيامةُ الأحزان) عندما أتأملُ تبـّرمَ قومي بالحوار، وتضجـّرَ إخوتي بالنقاش!!
* لا تكادُ تحاور أحدهم، أو تفتتحُ نقاشاً مع بعضهم إلا وتفجعُ بتلظـّي غضبهم، وثوران الدم في عـُروقهم، واكفهرار الحنق في قسماتهم (كأنما أغشيت وجوهم قطعاً من الليل مظلماً) ثم يمطرك بعاصفةٍ هوجاء من (التجريح)، ويقذفك ب(شررٍ كالقصر) من التسفيه، وقد ينتهي الحوار بينكما في أحد (أقسام الشرطة)!!
* وإن ألجأتك الصدفُ البائسة لمتابعة البرامج الحوارية والنقاشات الإعلامية فستنتحبُ لوعةً ثم تصرخٌ ناعياً وفاة(فن الحوار) رسمياً في إعلامنا (الخائب)!!
* هل قلتُ آنفاً عن الحوار أنه (فن)؟؟
حسناً هو (فن)!!
لكن حججنا في الحوارِ (كوميديا) مضحكة!!
وأساليب جدالنا (تراجيديا) مرعبة!!
وبيئة نقاشنا( دراما) مبكية!!
* (فنُّ الحوار) لا يجيدُه إلا من تشبـّع بالأخلاق، وارتوى من معين الاحترام، ورضع من ثدي (المروءة)
* العقلاء يدركون أن:
مخالفةَ الرأي ليس (كرهاً) لصاحبه
ونقدَ (القول) ليس(قدحاً) للقائل
* والعقلاءُ هدفهم من الحوار =الوصول للحق، لذا تجدهم يفرحونَ ببلوغِ الحقِ أكثر من فرحهم بـ(الانتصار في الحوار)
ولا يبالون أظهر الحق على (ألسنتهم) أم على (لسانِ خصومهم)؟
فالمهم عندهم هو (نصرةُ الحق) لا (نصرة ذواتهم)
* العقلاءُ في الحوار يفهمون جيداً أنّ آراءَ الرجال (يـُحتجُّ لها) لا (يـُحتج بها) لذا فهمتهم منصرفةٌ للبحث عن الدلائل والشواهد
* العقلاءُ يدورون مع (الحق) حيث دار
لايدورون مع(الأشخاص) حيث داروا.
* والعقلاءُ هيبتهم لـ(الحق) و(الدليل)، لا لـ(الأشخاص) و(الرموز)
* والمطلوبُ هو (تقديرُ) العلماء لا (تقديسُ) العلماء
ف(راء) الرشاد إن غابتْ أعقبتها (سين) السـّفاهة
* فـ( قسطاطسُ) العدل المستقيم و( ميزانُ) الحق القويم أن نعرفَ (الرجالَ) بـ(الحق)
لا أن نعرفَ(الحقَ) بـ(الرجال)
* العقلاءُ في الحوار ينشغلون ب(المبادىء) و(الأفكار)
والحمقى ينشغلون ب(الأشخاص)و(الرجال)
* وإذا أردتَ مقياسَ (رقي) المرء= فانظرْ إلى (أسلوبه) في الحوار
و(أخلاقه) عند الخلاف.
* لقد أصبحنا يا سادة في زمنٍ تستوجبُ المروءةُ علينا اطـّراحَ الحوار وهجرَ النقاش حتى يقومَ سوقُ أدبه، وترفع راية خلقه، حفظاً للمودة وصيانةً للعرض
* إنّ من علاماتِ الحمقى-وأعيذك أيها القارىء أن تكونَ منهم- عندَ الحوار:
1-يشخصن القضية
2-يحتدُّ ويغضبُ بسرعة
3-يكثرُ السخريةَ والهمزَ واللمزَ
4-يـُعيـّرك بأمرٍ خارج محاورِ النقاش
5-يـُهدّدك
7-يحاولُ احتقارك
* لذا لا تحاور:
1-المتكبر فإن شعارَه في النـّقاش ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾
2-المعاند فإنّ شعارَه في الجدال (خالفْ تـُعرف) و(عنز ولو طارت)
3-الجاهل فإنّ شعارَه في الحوار ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾
* أما العاقلُ الحصيفُ فشعارُه:
رأيـّي (صوابٌ) يحتملُ (الخطأ)
ورأيُ غيري (خطأٌ) يحتملُ (الصواب)
* إننا نريدُ ياسادة أنْ نصنعَ (حواراً) لا (خواراً)
ونبني (نقاشاً) لا (شقاقاً)
ونتقنَ (المجادلةَ)لا (المجالدةَ)
وننتجَ (تلاقحاً) لا (تحالقاً).
عبدالله بن أحمد الحويل
23 شعبان 1435
1-أدب الخلاف
2-وأدب الحوار
3-وأدب النصيحة
* تحدثنا_بما أحسبه يكفي_ عن أدب الخلاف، واليوم أكتبُ عن (أدب الحوار)
* تكظمني لوعةُ الأشجان، وتقوم عندي (قيامةُ الأحزان) عندما أتأملُ تبـّرمَ قومي بالحوار، وتضجـّرَ إخوتي بالنقاش!!
* لا تكادُ تحاور أحدهم، أو تفتتحُ نقاشاً مع بعضهم إلا وتفجعُ بتلظـّي غضبهم، وثوران الدم في عـُروقهم، واكفهرار الحنق في قسماتهم (كأنما أغشيت وجوهم قطعاً من الليل مظلماً) ثم يمطرك بعاصفةٍ هوجاء من (التجريح)، ويقذفك ب(شررٍ كالقصر) من التسفيه، وقد ينتهي الحوار بينكما في أحد (أقسام الشرطة)!!
* وإن ألجأتك الصدفُ البائسة لمتابعة البرامج الحوارية والنقاشات الإعلامية فستنتحبُ لوعةً ثم تصرخٌ ناعياً وفاة(فن الحوار) رسمياً في إعلامنا (الخائب)!!
* هل قلتُ آنفاً عن الحوار أنه (فن)؟؟
حسناً هو (فن)!!
لكن حججنا في الحوارِ (كوميديا) مضحكة!!
وأساليب جدالنا (تراجيديا) مرعبة!!
وبيئة نقاشنا( دراما) مبكية!!
* (فنُّ الحوار) لا يجيدُه إلا من تشبـّع بالأخلاق، وارتوى من معين الاحترام، ورضع من ثدي (المروءة)
* العقلاء يدركون أن:
مخالفةَ الرأي ليس (كرهاً) لصاحبه
ونقدَ (القول) ليس(قدحاً) للقائل
* والعقلاءُ هدفهم من الحوار =الوصول للحق، لذا تجدهم يفرحونَ ببلوغِ الحقِ أكثر من فرحهم بـ(الانتصار في الحوار)
ولا يبالون أظهر الحق على (ألسنتهم) أم على (لسانِ خصومهم)؟
فالمهم عندهم هو (نصرةُ الحق) لا (نصرة ذواتهم)
* العقلاءُ في الحوار يفهمون جيداً أنّ آراءَ الرجال (يـُحتجُّ لها) لا (يـُحتج بها) لذا فهمتهم منصرفةٌ للبحث عن الدلائل والشواهد
* العقلاءُ يدورون مع (الحق) حيث دار
لايدورون مع(الأشخاص) حيث داروا.
* والعقلاءُ هيبتهم لـ(الحق) و(الدليل)، لا لـ(الأشخاص) و(الرموز)
* والمطلوبُ هو (تقديرُ) العلماء لا (تقديسُ) العلماء
ف(راء) الرشاد إن غابتْ أعقبتها (سين) السـّفاهة
* فـ( قسطاطسُ) العدل المستقيم و( ميزانُ) الحق القويم أن نعرفَ (الرجالَ) بـ(الحق)
لا أن نعرفَ(الحقَ) بـ(الرجال)
* العقلاءُ في الحوار ينشغلون ب(المبادىء) و(الأفكار)
والحمقى ينشغلون ب(الأشخاص)و(الرجال)
* وإذا أردتَ مقياسَ (رقي) المرء= فانظرْ إلى (أسلوبه) في الحوار
و(أخلاقه) عند الخلاف.
* لقد أصبحنا يا سادة في زمنٍ تستوجبُ المروءةُ علينا اطـّراحَ الحوار وهجرَ النقاش حتى يقومَ سوقُ أدبه، وترفع راية خلقه، حفظاً للمودة وصيانةً للعرض
* إنّ من علاماتِ الحمقى-وأعيذك أيها القارىء أن تكونَ منهم- عندَ الحوار:
1-يشخصن القضية
2-يحتدُّ ويغضبُ بسرعة
3-يكثرُ السخريةَ والهمزَ واللمزَ
4-يـُعيـّرك بأمرٍ خارج محاورِ النقاش
5-يـُهدّدك
7-يحاولُ احتقارك
* لذا لا تحاور:
1-المتكبر فإن شعارَه في النـّقاش ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾
2-المعاند فإنّ شعارَه في الجدال (خالفْ تـُعرف) و(عنز ولو طارت)
3-الجاهل فإنّ شعارَه في الحوار ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾
* أما العاقلُ الحصيفُ فشعارُه:
رأيـّي (صوابٌ) يحتملُ (الخطأ)
ورأيُ غيري (خطأٌ) يحتملُ (الصواب)
* إننا نريدُ ياسادة أنْ نصنعَ (حواراً) لا (خواراً)
ونبني (نقاشاً) لا (شقاقاً)
ونتقنَ (المجادلةَ)لا (المجالدةَ)
وننتجَ (تلاقحاً) لا (تحالقاً).
عبدالله بن أحمد الحويل
23 شعبان 1435
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة