لا يعجبني شعرُ بدر شاكر السياب
ولايروقني اتجاهه الحداثي في الأدب.
لكنه استطاع أن يهز وجداني ويستدر دمعي بقصيدة تَـجُبُّ ماقـبْـلــَها من عفنِ المبنى والمعنى .
قبل خمس سنواتٍ خَلــَتْ
كنتُ في أرض الكنانة سائحاً
_ومصرُ في قلب عبدالله الحويل حكاية عشق لاتنتهي فصولها_
وكان يصحبني في تلك الرحلة المصرية رجلٌ كنا نعدُّه من (الأصحاب!!!).
وكان يرحمه الله يُكثر التردادَ على دكانٍ صغيرٍ يبيع عصيرَ القصب!!!
ولايحبُّ الشربَ إلا إذا رآني شارباً
فكنا نشربُ من هذا العصيرِ (شُربَ الهيم).
بدأتُ أشعرُ بخمولٍ شديدٍ ولا أكاد أبصرُ ما أمامي ثم سقطتُ على كتفِ صديقي أترنحُ يحسبنا الرائي (سُكارى ومانحن بسُكارى) ولكنه أمرٌ عظيم وشعورٌ غريبٌ لم أعرفُ مأتاه.
تكرر الأمرُ
فظننتُ بصديقي سوءا.ً
واتصلتُ بمرافقنا المصري أستشيره
فنصحني بعمل فحوصاتٍ مخبرية، ثم الذهاب لطبيب شهيرٍ لديهم (ونعم النصيحة !!ولو استشرتُ بني جلدتنا لوصفَ لي كلُ واحدٍ منهم سبعة عشر علاجاً وعُشبةً منها البرداقوش والخنفروش وكل أسماء الجان الموجودة في محال العطارين!!).
في الصباح الباكر تسللتُ لواذاً من صديقي وذهبت للمختبر وأجريت اللازم.
وانتظرتُ حتى المساء فأخذتُ فحوصاتي ويممت شطرَ العيادة.
دفعتُ أُجرة الكشفِ وكانت من أغلى العيادات سعراً.!!!
(٤٠) جنيهاً فقط
نعم
(٤٠) جنيهاً هي أجرة الكشف لدى طبيبٍ استشاريٍ من أحذق الأطباء وأمهرهم في تخصصه.
بعد أن نظر في الأوراق وأجرى بعض الفحوصات .
رجع على كرسيه وسوّى نظارته ثم قال لي (بُص حضرتك) !!!وهذه العبارة عند إخواننا المصريين يأتي بعدها فواجعٌ وكوارثٌ تجعل الحليم حيراناً!!!.
_تفضل يادكتور
_حضرتك عندك سُكر ودا أمر ربنا وإنتا إنسان مؤمن والسُكر ياابني موش نهاية الدنيا.
_سُكر!!!
الحمدالله على قضائه وقدره.
ثم طَفَرتْ مني دمعةٌ وأنا أرددُ أبيات السّياب:
لك الحمدُ مهما استطالَ البلاء
ومهما استبدّ الألم،
لك الحمدُ، إن الرزايا عطاء
وان المصيباتِ بعضُ الكرم.
عبدالله الحويل
ولايروقني اتجاهه الحداثي في الأدب.
لكنه استطاع أن يهز وجداني ويستدر دمعي بقصيدة تَـجُبُّ ماقـبْـلــَها من عفنِ المبنى والمعنى .
قبل خمس سنواتٍ خَلــَتْ
كنتُ في أرض الكنانة سائحاً
_ومصرُ في قلب عبدالله الحويل حكاية عشق لاتنتهي فصولها_
وكان يصحبني في تلك الرحلة المصرية رجلٌ كنا نعدُّه من (الأصحاب!!!).
وكان يرحمه الله يُكثر التردادَ على دكانٍ صغيرٍ يبيع عصيرَ القصب!!!
ولايحبُّ الشربَ إلا إذا رآني شارباً
فكنا نشربُ من هذا العصيرِ (شُربَ الهيم).
بدأتُ أشعرُ بخمولٍ شديدٍ ولا أكاد أبصرُ ما أمامي ثم سقطتُ على كتفِ صديقي أترنحُ يحسبنا الرائي (سُكارى ومانحن بسُكارى) ولكنه أمرٌ عظيم وشعورٌ غريبٌ لم أعرفُ مأتاه.
تكرر الأمرُ
فظننتُ بصديقي سوءا.ً
واتصلتُ بمرافقنا المصري أستشيره
فنصحني بعمل فحوصاتٍ مخبرية، ثم الذهاب لطبيب شهيرٍ لديهم (ونعم النصيحة !!ولو استشرتُ بني جلدتنا لوصفَ لي كلُ واحدٍ منهم سبعة عشر علاجاً وعُشبةً منها البرداقوش والخنفروش وكل أسماء الجان الموجودة في محال العطارين!!).
في الصباح الباكر تسللتُ لواذاً من صديقي وذهبت للمختبر وأجريت اللازم.
وانتظرتُ حتى المساء فأخذتُ فحوصاتي ويممت شطرَ العيادة.
دفعتُ أُجرة الكشفِ وكانت من أغلى العيادات سعراً.!!!
(٤٠) جنيهاً فقط
نعم
(٤٠) جنيهاً هي أجرة الكشف لدى طبيبٍ استشاريٍ من أحذق الأطباء وأمهرهم في تخصصه.
بعد أن نظر في الأوراق وأجرى بعض الفحوصات .
رجع على كرسيه وسوّى نظارته ثم قال لي (بُص حضرتك) !!!وهذه العبارة عند إخواننا المصريين يأتي بعدها فواجعٌ وكوارثٌ تجعل الحليم حيراناً!!!.
_تفضل يادكتور
_حضرتك عندك سُكر ودا أمر ربنا وإنتا إنسان مؤمن والسُكر ياابني موش نهاية الدنيا.
_سُكر!!!
الحمدالله على قضائه وقدره.
ثم طَفَرتْ مني دمعةٌ وأنا أرددُ أبيات السّياب:
لك الحمدُ مهما استطالَ البلاء
ومهما استبدّ الألم،
لك الحمدُ، إن الرزايا عطاء
وان المصيباتِ بعضُ الكرم.
عبدالله الحويل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة