الاثنين، 30 يونيو 2014

الأدب (الغائب) !!



كنتُ ومازلتُ أردد:
أننا نفتقد في مشهدنا الفكري والاجتماعي ثلاثة أنواع من (الأدب):
١_أدب الخلاف
٢_أدب النصيحة
٣_أدب الحوار

والخلاف في الرأي نتيجة طبيعية تبعاً لاختلاف الأفهام وتباين العقول وتمايز مستويات التفكير.

الأمرُ غير الطبيعي أن يكون خلافنا في الرأي بوابةً للخصومات ومفتاحاً للعداوات وشرارةً توقد نارَ القطيعة.

العقلاء مازالوا يختلفون ويتحاورون في حدود (العقل) دون أن يصل أثر خلافهم لحِـمـَى (القلب).

فهم يدركون تمام الإدارك أن الناس مذ كان الناس لابد أن يختلفوا ويؤمنون بكل يقين أنه ( ﴿َلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَإِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾.

ألا نحسن أن نكون (إخواناً) حتى لو لم نتفق كما يقول الجهبذ العاقل الإمام الشافعي؟

إن اختلافي معك ياأخي لايعني أنني أكرهك أو أحتقر عقلك أو أزدري رأيك 

أحبك يا أخي 
نعم والله إني أحبك.
ولو بقينا الدهر كله (مختلفين) في الرأي.

واختلافي معك لايبيح (عرضي) ولا يحل (غيبتي) ولايجيز (قطيعتي) .

إني لأرجو أن تكون عاقلا أريباً. 
وأربأ بك أن تكون أحمقاً متعصباً 
أو متطرفاً محترقاً 

فالناس عند الخلاف ثلاثة أصناف:
١_إن لم تكن معي فلايعني أنك ضدي (وهذا منطق العقلاء).
٢_إن لم تكن معي فأنت ضدي (وهذا نهج الحمقى).
٣_إن لم تكن معي فأنت ضد الله!!!(وهذا سبيل المتطرفين).

الآراء يا أخي للعرض لا (للفرض)
وللإعلام لا (للإلزام)
وللتكامل لا (للتلاكم).

وحتى آراء العلماء في المسائل الاجتهادية لابد أن ندرك أنها رأيٌ في (الدين) وليست رأي(الدين).

إن عدم احترام رأي المخالف وإهدار (إخوته) وقطع أواصر (محبته) لهو استبدادٌ خطيرٌ يحتاج إلى (ربيع عربي فكري) فالاستبدادُ الفكري أخطر في نتائجه من الاستبدادِ السياسي.

ختاماً
عندما نحسن كيف نختلف ..سنحسن كيف نتطور .
بعضنا يتقن (أدب الخلاف)
والبعض الآخر يهوى (خلاف الأدب).
عبدالله الحويل
١٤٣٥/٨/٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة