انتهى الاستعمارُ الأوربي للعرب تماماً في بداية السبعينيات الميلادية.
لكن الاستعمار الفكري لم ينتهِ في هذه الحقبة.
بل ليس مبالغةً أن قلنا أنه كالأخطبوطِ مازالَ يتمددُ ويقوى
وكالطوفانِ يسيلُ ويجرفُ
وكالبركانِ يثورُ ويحرقُ.
الاستعمار العسكري كانت تمجه الأمة ويكافحه المُجتمع ، وتناضل ضده المقاومة الشعبية .
أما الاستعمارُ الفكري في صورته الجديدة (التغريب) فهو يدخل مجتمعاتنا بالترحيب ، ويُكَرّم روادُه في المحافل ، وتُخلع عليهم ألقابُ (الوطنية ) و(الفن) و(الإبداع) و(الفكر)!!
لقد غزانا عدُوُنا (فكرياً) بطريقتين خبيثتين ماكرتين:
الأولى/ الاستشراق
وهو عرضُ تراثنا بعد (تقبيحه) و(تشويهه).
والثانية/التغريب
وهو عرضُ فكرِهم وتُراثِهم بعد (تجميله) و (تحسينه).
وقد ساعدهم في تثبيت استعمارهم (الفكري) أقوامٌ من بني جلدتنا من مسلوخي الهوية المسكونين بروحِ (الانهزامية) .
فرُزئنا بـ(باقعةٍ) يندى لها جبينُ (الغيورين).
في الأدب (غرّبوه) بـ(حداثتهم) البشعة.
وفي الاقتصاد (غرّبوه) بـ(رأسماليتهم) النتنة.
وفي السياسية (غرّبوها) بـ(ديمقراطيتهم) الكاذبة.
وفي الشأن الاجتماعي والأسري (غرّبوه) بـ(حريتهم وإباحيتهم) المقززة.
أيها السادة :
مكافحة الاستعمار الفكري لايقلُ وجوباً وأهميةً عما كانت عليه مكافحة أخيه(الاستعمار العسكري).
فأجمعوا أمركم وائتوه صفاً وقد خاب اليوم من (استغرب) .
عبدالله الحويل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة