الاثنين، 27 أكتوبر 2014

كيف تكون(قارئاً عظيماً).. ؟؟!







تسألني أيها الصديق العزيز عن (القراءة)؟؟

لقد سألتَ عن (عظيم) !!

وإنه ليسيرٌ على من يسّره الله عليه



*وإني لأحسبك –والله حسيبك-ممن يسمو إلى معالي الأمور ، ويصبو إلى شريفِ المطالب ، وتطمح نفسه إلى خطيرِ المساعي ، وتنزع همته إلى سني المراتب ، ويحفزه حماسه إلى بعيدِ المدارك



*فإنّ من رام أن يتسوّر شرفاتِ العز،  ويطأ أعرافَ المجد، ويبني خططَ المكارم

فلا أعرف له غير (القراءة) سبيلاً

ولا أعلم له إلا (الكتاب) رفيقاً



*غير أنّ (البداياتِ) مظنةُ (العثرات)

وكما أنّ (لكل جديدٍ لذةٌ)

فأيضاً (لكل جديدٍ رهبةٌ)



*ومن لم ترتاض نفسه على (القراءةِ)

ولم يجربْ خوضَ غمارِ (المطالعة)

ولم يركبْ مطايا (الكتب)

ظن أن الأمرَ (ثقيلٌ)

وحسبَ أن البدءَ (شديدٌ)



*كلما جاء هؤلاء المترددين بشيرٌ يبصّرهم بأهمية القراءة أو نذيرٌ يحذّرهم مغبةَ الجهل قالوا : (القراءة صعبة) (أنا ماعندي حب للقراءة)

كذلك قال أسلافهم من الحمقى (أتواصوا به) بل هم قومٌ يجهلون



*أما أربابُ (النباهة)  وأصحابُ (النباغة) فيصرخون متوثبين: نريدُ أن نقرأ

نريدُ أن نتعلم

نريدُ أن نتثقف!! 

لكن: كيفَ نبدأ ؟ ومن أي بابٍ ندخل ؟ وعلى أي طريقٍ نسير ؟



*وهذا –لعمر الله- دليلُ عزمٍ ، ومنارُ رشدٍ ، وآيةُ عقلٍ ، ومخايلُ ذكاءٍ



*ونصيحتي التي أزجيها لك (مستقاةً من تجاربي الخاصة) لتبدأ رحلة (تكوينك المعرفي) وتساعدك في صناعة (عادةِ القراءة):

1-أن تبدأ بقراءة ماتحب

2-ثم بقراءة مايفيدك

3-ثم بقراءة ماينميك



*ففي جـِـدّةِ الأمر:
 عليك بكتب القصص، والأخبار والطرائف، والروايات العالمية، وأدب الرحلات، والسير والتراجم

فإنك واجدٌ بها ما (يسليك) و(يمتعك) دون أن تشعر بعبء (حملِ الكتابِ) أو يثقلك قيدُ (الوقت)

واحذر في هذه المرحلة من حمل شيءٍ غير الكتاب !!!

فلا تمسك قلماً للتخطيط، أو دفتراً لتقييد الفوائد، أو بطاقات لاصقة لتحديد مواضع الفصول

فالهدفُ هنا أن تصنع (أُلفةً) بينك وبين (الكتاب) وتغرس (حب المطالعة ) في نفسك 

*فلا تفسد متعة قراءتك بمحاولة تقييد فائدة، أو كتابة معلومة في دفتر

تحرّر من كل القيود



*وامكث على  هذا الحال ستة أشهر فإن آنستَ من نفسك (ميلاً) يومياً للقراءة و(رغبةً) متجددة للمطالعة و(شهوةً) جامحةً لـ(مسكِ) الكتاب

فاحمد الله واشكره

لقد ولجتَ من (الباب) وحطّمتَ (القفل)



*ثم انتقل بعدها إلى مرحلة (قراءة مايفيدك) وأعني هنا كتب العلوم الشرعية الميسرة، وكتب التاريخ والثقافة العامة

وهذه المرحلةُ ستعزز عادةَ (الإطلاع) لديك وتكسب بنككَ المعرفي (رصيداً) مذهلاً من الثقافة والعلم

وتحتاجُ هنا إلى تعلـــّمِ مهارات تقييد الفوائد، وطرق أَسـْرِ المعلومة، ووسائل تلخيص الأفكار



*واحذر من القفزِ إلى المرحلةِ الثالثة قبل أن ينتظم لك الأمرُ ، وتتسق لك الطريقة ، وتستتبّ فيك المهارة ، وتطـــّرد عندك العادة

*ويكفي الطالب النبيه في هذه المرحلة من سنتين إلى ثلاث سنوات تقريباً 



*ثم بعدها انتقل إلى القراءةِ في (ماينمـّيك) وأقصد هنا الكتب العميقة، والأبحاث الأكاديمية، المتخصصة، والدراسات العلمية المحكمة، ويدخل في ذلك كتب الشروح الموسعة، والحواشي، والمطوّلات الفقهية والحديثية



*وفي هذه المرحلة تتكاملُ آلتك العلمية ، وتتعاظمُ ملكاتك الفكرية

* ومن وصل قمتها وأتمّ فيها ما لا يقل عن سنتين تقريباً فقد (تأهـّل) للتدريسِ والتصنيفِ



*مراحلٌ ثلاث:
 الأولى=ذريعةٌ إلى الثانية

والثانية=سلــّمٌ إلى الثالثة

وكلها=وسائلٌ للنبوغ الفكري والتميز العلمي



*فياقومي لا تطيلوا الوقوفَ على الباب متردّدين

وادخلوا (أرضَ القراءة) المقدسة ولا ترتدّوا على أدباركم فتستوطأوا مهادَ الخمول ، وتخلدوا إلى الصَّـغار ، وتستنيموا إلى الضَّـعة، وتقنعوا بالدُّون

ولا يرضى بـ(الدُّونِ) إلا من كان (دُوناً)


عبدالله بن أحمد الحويل 
1436/1/4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة