الأحد، 6 يوليو 2014

أبكي على الإسلام !!!


*أبكي على الإسلام
وأنا أرى أسنّةَ قومي قد اشتجرتْ
ورجالَ أمتي قد تبارزتْ
ورماحَ أهلي قد تقارعتْ
وأبصرُ الآجالَ تفترسُ الآمالَ
والمنايا تخنقُ المنى

*أبكي على الإسلام
*و90% من مناطقِ الصراع الملتهبة في العالم هي بلدانٌ إسلاميةٌ!!
*وقتلى (المسلمين) على يد (المسلمين) أكثر من قتلى (المسلمين) على يد (أعدائهم)!!

*أبكي على الإسلام
وأنا أعاينُ دولَ الكفر قد استباحتْ ذمارنا
وجاستْ خلال  (ديارنا)
واستحلتْ حريمنا وأعراضنا
ففي كل (صقعٍ) جرحُ مسلم
وفي كل (بقعةٍ) ألمُ مسلمة
وفي كل (ناحيةٍ) دموعُ ثكلى وأرملة

*أبكي على الإسلام
وأنا أرى تياراتٍ فكريةً هائمةً ودعواتٍ ليبراليةً مسمومةً تهدمُ العقيدة باسم (التجديد)!
وتنشرُ الإلحاد بحجة (حرية الرأي)!
وتبثُّ الفوضى باسم(الديمقراطية) و(الحقوق السياسية)!!
فغــَامتْ بسبب لوثاتهم (آفاقنا)
وأدْجــَنتْ بضلالاتهم (سماؤنا)
فهم في (عشواء) من فكرهم و(غماء) من رأيهم

*أبكي على الإسلام
وأنا أرى شبابَ أمتي كلما صرخَ (ناعقٌ) بـ(شبهةٍ)
أو أرجفَ فاجرٌ بـ(كذبةٍ)
تتابعوا إليه وحداناً ومثنى
وتهافتوا عليه جماعاتٍ وشتّى
يركنون لـ(العـَمــَايات)
ويجنحون لـ(العشاوات)

*أبكي على الإسلام
وأنا أرى الأمرَ الشرعي المـُحكمَ الذي لا تخالطه (شـُبهة) ولا تلابسه (غـُمـّة) ولا تعتريه (لـُبسة)
غدا عند مـَنْ (لا خـَلاق له) مسألةً فيها خلاف، ورأياً يحتملُ النزاع!!!

*أبكي على الإسلام
وأنا أرى شعوباً حائرةً تنقمُ من حكامها أنهم ماطبـّقوا (الإسلامَ) ولا حكــّموا (الشريعةَ)
فإذا أمعنتَ النظرَ في حال كلِّ فردٍ منهم ألفيته لم يطبقْ (الإسلامَ) ولم يـُحكّم (الشريعةَ) في بيته وتفاصيل معاملاته اليومية!!

*والإسلامُ يا سادة لا ينتصرُ على أرضِ (الواقع(
إلا إذا نصرناه على أرضِ (قلوبنا)

*أبكي على الإسلام
وأنا أرى جماعاتِ (عنفٍ) هائجةً، وطوائفَ (غلوٍ) رجراجةً 
استفزّها الشيطانُ بـ(غروره) واستزلــّها بـ(خـُدَعه) وفتنها بـ(شـُبهه)
فظنّتْ أنها تخدمُ الإسلامَ بمشاهد (الذبح) 
وتنصرُ العقيدةَ بفتاوى (التكفير) وتحمي الدينَ بصور (القتل) وترفعُ رايةَ الحق بعملياتِ(التفجير)!!
*و85% من ضحاياها مسلمون!!!
*وقد كنا نشتكي ممن يكفّرُ بمكفّرٍ لكن دون أن يراعي توفر الشروط وانتفاء الموانع، فبلينا اليوم بمن يكفّرُ بما ليس مكفّر
*فأي جهادٍ يزعمون؟؟؟
وأي مقاومةٍ يدّعون؟؟
إلا إذا كان جهاداً في سبيلِ (الشيطان)وقتالاً لنصرةِ(الطغيان)

*أبكي على الإسلام
وأنا أبصرُ مناهجَ دعوية بائسة، وأحزابَ دينية خائبة، تحتربُ بأفكارها الإقصائية مع من خالفها، وتتناطح بشدة فيما بينها.

*جعلوا من (التصنيفِ) و(الامتحانِ بالرجال) و(تفسيقِ المخالف) و(تبديعِ المناوىء) منهجاً يعقدون عليه الخناصر،  ويقيمون لأجله سُـوقَ الولاء والبراء
لا (ولاء) المؤمنين و(البراء) من الكافرين
بل (مـُوالاة ) مـَنْ وافقهم فقط و(مـُعاداة) مـَنْ خالفهم!!
*واتخذوا من حديث(73) فرقة ألعوبةً يدخلون فيه من شاءوا، ويخرجون منه من أبغضوا!!
*مناهجٌ وجماعاتٌ وأحزابٌ تفوق الحصر و(كل حزبٍ بمالديهم فرحون)

*أبكي على الإسلام
وأنا أرى في (بعض) علمائه منابتَ سوءٍ
يتتبعون مساقطَ (الدرهم والدينار)
يبيعون (دينهم) بـ(عرضٍ من الدنيا) زائل

*أبكي على الإسلام
وأنا أرى (عقلاء) أمتي و(حلماء) قومي =قد أوهنهم (العجزُ) وأعجزهم (الوهنُ)
ودبّ إليهم داءُ العظماء قبلنا (الكسلُ والخـَوَر)
فتركوا ميدانَ الدعوة (خالياً) لكلِّ مــَنْ ليس له  غريزةُ عقلٍ، ولا صريمةُ رأيٍ
وأمرُ الناسِ لا يصلحُ إذا جهالهم (سادوا)

*أبكي على الإسلام
ووالله لو أنّ هذا (البحر) يمدُّه من بعده (سبعة أبحر) كان ماءً لعيني تتحدّر به دموعها الهواطل
وتسحُّ به عبراتها السواكب
لما (نفدتْ) أشجانُ القلبِ
ولا بردتْ (حروق) الروحِ
أسىً على الإسلام، ولوعةً على العقيدة.

*فيا أمةَ الإسلام
هذه دموعي لكلِّ مسلمٍ مرهفِ العزم، ويقظِ الجـَنان، ونافذِ الهـِمـّة
علـّها تحركُ فيه ماسكنَ من حماسه
وتلهبُ ما رَمــُدَ من نارِ غيرته
وتبعثُ ما مات من (روح) بصيرته
*هذه دموعي على الإسلامِ فابكوا معي!!
فالأسى يبعثُ الأسى، والبكاءُ يهيّجُ البكاء
فإنْ لمْ نبكِ فلنتباكَ
وإنْ لم نبكِ ولم نتباكَ على الإسلامِ فلنسأل الله أن يمنَّ علينا بـ(قلبٍ) فإنه لا قلبَ لنا. 
عبدالله بن أحمد الحويل 
ليلة الثامن من رمضان 1435

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة