الخميس، 3 يوليو 2014

إني صائم !!!

*خرجتُ اليوم بعد العصر لزيارة إحدى المكتبات التجارية بحي البديعة

*في طريقي لها وقفتُ عند إشارةٍ معترضة بكل سكونٍ وطمأنينة لأفجع بصوت ارتطام في الجهة المقابلة!! 

*نظرتُ صوبَ الصوت فوجدتُ سيارة اكسنت مهترئة قد اصطدمتْ بسيارة BMW فارهة

*وخرج صاحبُ الفارهة مزمجراً مكفهراً في عينيه شررُ الغضب وفي جبينه تقطيبُ الحنق

*فأخرجَ صاحبَ المهترئة من مقعده وانهال عليه ضرباً وركلاً و(شتماً)!!! 

*أسرعتُ إليهما لإدراك الموقف قبل أن يستفحل إلى (مالا تحمد عقباه)

*فلما اقتربتُ منهما وحاولتُ التفريع بينهما أصابتني لكمةٌ فاقعةٌ (أحتسبها عند الله)

*والعجيبُ أن صاحبَ الفارهة كان يقول :اللهم إني صائم ثم يتبعها بلكمةٍ كـ(لكمات) تايسون ثم يعود ويقول:اللهم إني صائم ثم يردفها بضربة كـ(ضربات) جون سينا ثم يسترجع قائلا:اللهم إني صائم ثم يلحق بها آخر طبعة منقحة من قاموس السباب الإبليسي. 

*وكنتُ بينهما ينالني شيءٌ  من الضربات التي أخطأت طريقها واللكمات التي ضلّت دربها ونفثات اللعاب التي تتانثر مع قبيح سبابهما. 

*رحمني الله بتوافد المارّة ومشاركتهم معي في فضّ العراك وتذكير الشابين (صاحب الفارهة وصاحب المهترئة)  بأنهما صائمان.

*وكلما ذكـّروا صاحب الفارهة بأنه في رمضان ردّد مسرعاً :اللهم إني صائم ثم تنهال دائرة البذاءة اللفظية وتنهمر من لسانه كالغيث استدبرته الريح.

*فناشدتهم الله ألا يذكــّرونه أنه صائم!!!

*فإنما شُرعت هذه الكلمة لكي تزجر الصائم عن السباب والصخب وهذا نراه تزيده بذاءةً وإسفافاً. 

*أبصرتُ صاحب الفارهة مقبلاً علينا وهو يرددُ مجدداً :اللهم إني صائم!! 

فهربتُ عنهم أدرك مكتبتي وأنجو بنفسي وأنا أتحسسُ مواضع اللكمات في وجهي، وأبصرتهم من بعيد قد بدأت جولة جديدة في المشاتمة والعراك شعارها:اللهم إني صائم.!!!

هناك تعليق واحد:

نشرف بتلقي تعليقك
ونشكرك على التكرم بالمشاركة